أهلا بيك: الأمر يتوقف على عدة عوامل أهمها ميلك الشخصى للغة ما وتستطيع أن تكتشف هذا الميل -إذا كنت لم تستطع أن تحدده بعد- بالإستماع -وليكن من خلال الستلايت أو الراديو- لصوت هذه اللغات وتقرر أيهم أحب إلى أذنك لكن كما قلت لك فهناك عدة عوامل فبالرغم من أن قاعدة أن: "ما أحبه غالبا سأتفوق فيه وما أتفوق فيه غالبا سيقودنى للنجاح" -وذلك ما دمت مستمرا فى بذل الجهد- هى قاعدة سليمة فى أغلب الأحيان إلا أنه عملياً وإقتصادياً هناك عدة أبعاد فأولا مثلا وكما قلت لزميل لك فى تعليق بالنسبة للمقارنة بين اللغات المشهورة واللغات النادرة التى تمنحنى فرصة أكبر للتميز لحين إمتلاؤها فإن قيمة اللغات التقليدية وفرقها عن اللغات النادرة تتمثل فى أن اللغات المشهورة كالألمانية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والإنجليزية طبعا فى العادة أكثر ثباتا على المدى الطويل وعملها مستمر وإن كان أقل من اللغات النادرة فاللغات النادرة أكثر ربحا على المدى القصير لحين زيادة الأعداد بها وسبب شهرة اللغات التقليدية والإقبال عليها هو ضخامة تعداد شعوبها وكثرة المتحدثين بها عالمياً وقوة إقتصاديات شعويها فضلا عن سهولتها النسبية وكلها عوامل تزيد من الإقبال عليها وتجعلها مشهورة عالميا بخلاف اللغات النادرة التى وإن حصل الذين يتمكنون من إجادتها على ميزة نسبية على المدى القصير نظرا لقلة المتحدثين بها إلا أن سبب ندرتها وعدم الإقبال عليها بصفة عامة هو إما قلة تعداد سكانها أو ضعف المستوى الإقتصادى لشعوبها أو صعوبة تعلمها على عكس اللغات التقليدية العالمية. هذا وبصرف النظر عن أمريكا وانجلترا بقوة اقتصادهما والذى أعطى الأهمية للغة الإنجليزية فأمريكا هى أقوى اقتصاد بالعالم يبلغ مجموع اقتصادبات عشرات الدول فكذلك الاقتصاديات الفرنسية والألمانية هى من أقوى اقتصاديات أوربا مما يدعم لغتهما. أضف الى ذلك تعداد السكان وسهولة اللغات فأمريكا أكثر من 300 مليون وألمانيا أكثر من 80 مليون بخلاف لغات نادرة أوربية أخرى كالسويدى والنرويجى والدانمركى اللذين يعدون على قمة اقتصاديات أوربا لكن عدد سكان النرويج مثلا أقل من 5 مليون وهكذا السويد والدنمارك وإذا كان التعداد ضخم كروسيا مثلا فالمستوى الاقتصادى ضعيف مقارنة بغيرها وإذا كان المستوى الإقتصادى قوى كاليابان مثلا فاللغة صعبة التعلم نسبيا مما يجعل الإقبال عليها نادرا ويجعلها لغة نادرة وعليه فأهمية اللغه والعمل بها يحكمه عدة عوامل وأنا شخصيا أفضل التنوع بين اللغات التقليدية والنادرة لمن يقرر أن يتعلم أكثر من لغة -ولا أقول لمن يستطيع- لأن الكل يستطيع متى توافرت الإرادة والوقت والمجهود وهم ثلاثى النجاح فى اللغه. وعموما واتساقا مع القاعدة العامة المذكورة سابقا وإيقانا بأن المستقبل دائماً بإيد ربنا فعادة ما أحبذ أن يختار المرء ما يحبه أكثر لأنه غالبا ما سينجح به أكثر إلا فى حالة إيثار الدخل السريع نسبياً فينصح بلغة نادرة وفى حالة إيثار الدخل الثابت المستقر نسبيا فينصح بلغة تقليدية. ربنا يوفقك ويرشدك.